يَمُدٌّ لي يَدَهُ، يُلصِقُ كفَّها الواسعة بالزجاج. تلتقي نَظَراتُنا من جديد، أُحِسُ بالحبِ يغمُرنا. أُحاوِلُ أن أُلصِقُ كفَّي بكفَّهِ، فتَلْسَعُني برودةِ الزجاج. تتساقطُ يدي ببطءٍ مبتعدةً عن الحاجزِ الزجاجيِّ الذي يمُنع جسدينا من اللقاء. تختفي نظراتُه خلفَ بابٍ حديدٍ أزْرَق. قبلَ أن يُغلِق السجان باباً سيفصلني عنه مجددًا مسافة أُسبوعين آخرين، فجأة أُحِسُّ بالشوقِ يَلْفَحُني. أُغمضُ عينيّ لأطبع صورته في مخيلتي. أخرج من غرفة الزُّوار، بابٌ حديديٌّ آخر يَنغَلِقُ من جهتي. يبدأ العد التنازلي للزيارة القادمة.
[من يوميات جنان عبده زوجة الأسير السياسي الفلسطيني أمير مخول]